النظام العالمىمقالات

دعوة لفهم الواقع ومراجعة مواقفنا الشرعية

مهمة الشيطان

أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) يس

الصفحة تقدم خدمة للبشرية عامة وللمتحدثين بالعربية خاصة ، بشرح الواقع الحقيقي والنظام العالمي القائم وتاريخه وبفضح الخطط الدولية لأعوان الشيطان للتلاعب بالبشر وإغوائهم وإبعادهم عن الحق وعن عبادة الله وطاعة رسله لإيقاع بني البشر في الشر وليكثر الهالكون يوم القيامة ..

قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) الأعراف

الواقع العالمي والتاريخ الإسلامي

وكما كانت فيديوهاتنا ومقالاتنا صادمة لكثير من الناس بخصوص حقيقة النظام العالمي والقوى المتحكمة فيه والخطط الشيطانية للبشرية كلها .. فإن هؤلاء قد خصوا الأمة الإسلامية بأكثر سهامهم سُمّية .. ولعبوا داخل العالم الإسلامي منذ زمن طويل بعد أن استعصى عليهم عسكرياً ، بل وهزمهم حربياً حتى فتح عاصمة الدولة البيزنطية الشرقية مدينة “القسطنطينة” عام 1453م وبدأ يهدد أوروبا من جنوبها ..

ولكن دبت الغفلة في المسلمين من بعدها ودبت اليقظة في العالم الغربي النصراني من وقتها (بمساعدة اليهود) ، فعمل بهدوء على التعرف على قوة العالم الإسلامي ونقل ما عنده من علوم وثقافة وحضارة إلى الغرب النصراني فشكل طوابير من الجواسيس يجوبون العالم الإسلامي (والعربي على وجه الخصوص) ويتعرفون على مكامن القوة ونقاط الضعف وينقلون للعالم الغربي النصراني كل ما تقع عليه أيديهم من كتب ومخطوطات يشترونها أو يسرقونها ويدرسونها ثم يترجمونها لساسة العالم الغربي ولقساوسته وخَدَمة كنيسته .. هذا الفريق من الجواسيس المعروفين باسم “المستشرقين” كان لهم الفضل في اليقظة الأوروبية المبنية على علوم وثقافة وحضارة المسلمين وتكوين فريق الساسة المستعمرين والرهبان المنصرين لغزو العالم الإسلامي عسكرياً وعقائدياً وفكرياً باستعمال المال والإرشاد اليهودي. في الوقت الذي دبت الغفلة في المسلمين وغرهم نصرهم العسكري وانغمسوا في الترف واللهو والملذات وجمدوا الاجتهاد الفقهي .. القصة بأكملها في كتاب العلامة محمود شاكر ” رسالة في الطريق إلى ثقافتنا”

حقيقة دويلات سايكس بيكو

ما نريد أن نقوله هنا هو أن العالم الغربي يلعب بقوة داخل الملعب الإسلامي منذ أمد طويل . وقد زاد هذا اللعب والتلاعب بالعالم الإسلامي بعد ضعف الدولة العثمانية ثم سقوطها وسيطرة القوى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى (بريطانيا وفرنسا) على إرث الدولة العثمانية ، فهم الذين كانوا خططوا لإسقاطها وتقسيمها عبر اتفاقية سايكس بيكو ثم وعد بلفور وزرع اليهود في فلسطين وإقامة الدول القومية ورسم حدودها وأَعلامها ، ثم تغيير قوانينها ونظمها وتعليمها ، وتربية أجيال على أيديهم ، ثم تسليم عملائهم قيادة هذه الدويلات التي صنعوها وسحب قواتهم العسكرية وبيع الوهم للشعوب أنهم قد استقلوا عن محتليهم الغربيين ، ولم يكن هناك شيء أبعد عن الحقيقة من استقلال هذه الدويلات.

التلاعب بالأمة الإسلامية وبدينها وعقائدها وأفكارها وأجيالها استمر ومازال مستمراً وسيستمر. وقد طال هذا التلاعب كل جوانب الحياة خاصة ما يخص الدين والعقائد والأفكار بالإضافة إلى الموارد المنهوبة والإفقار المقصود للشعوب وإنهاكها ، وسرقة الدين والأخلاق من أبناءها ليسهل عليهم سوقهم في الاتجاه الذي يريدون.

طال هذا التلاعب بالعقول والأفكار كل الناس والأحزاب والمنظمات والفرق تقريباً ، ومن لم يتم التلاعب به في جانب طاله التلاعب في جانب آخر .. وأمامنا مشوار طويل من رفع الغشاوة والعودة إلى الطريق الصحيح المبني على القرآن والسنة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعلماء الأمة من السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان ..

صناعة دعائم دينية للمستعمر

وكمركز سنساهم ، قدر الإمكان ، في شرح وتوضيح هذا التلاعب بالعالم الإسلامي افراداً وجماعات وأثره على التغيرات الفكرية والعقائدية للمجتمع وتياراته الناشطة خاصة المنتسبة للحركة الإسلامية مثل الأخوان المسلمين والتيارات السلفية والجهادية ونشأة وتشجيع التيار الإرجائي المعروف بالمدخلية أو الجامية كركيزة دينية الشكل تدعم (بقصد أو عن غير قصد) الاحتلال وعملائه الذين نصبهم على قمة هذه الدويلات وتحارب أي استفاقة للشعوب للتخلص من هذا الاحتلال المضروب عليها ، مستخدمين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عدم الخروج على حكام الجور ماداموا ملتزمين بالإسلام وهديه وتطبيقه في كل جوانب الحياة ، وخلطوا بين حكام الجور (الذي ظهر منهم ظلم وفساد لا يخرجهم عن الإسلام) والذين هم مطبقين وملتزمين بشرائع الإسلام ويوالون أهله ويعادون أعداءه ، وبين حكام عملاء يعادون الإسلام وأهله ويوالون الكفر ، زرعهم المحتل ويحميهم بكل ما أوتي من قوة لأنهم رجاله الذين هم منه وهو منهم ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) المائدة.. فهؤلاء الحكام العملاء منهم وليسوا منا ولا تنطبق عليه أحاديث الحكام الظلمة دون شك .. وكنا قد نشرنا رسالة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم (شيخ ابن باز) عن جانب واحد من جوانب انحراف هذه الطائفة من الحكام وهو إحلال القوانين الوضعية محل الشريعة الإسلامية ، وقال أن هذا من الكفر الأكبر المستبين أي من الكفر الواضح البين الذي عندنا فيه من الله برهان ، وهو الشرط الذي شرطه النبي صلى الله عليه وسلم لخلع بيعة هؤلاء العملاء. كفر أكبر مستبين واضح عندنا فيه من الله برهان لا يختلف فيه اثنان من المسلمين . وكيف يختلف عليه مسلم وهو إحلال لدين آخر محل الإسلام .. هذا في جانب واحد من جوانب خروج هؤلاء عن الدين .. ومثله مولاة الكفار والعمالة للغرب والعمل لمصلحتهم على حساب مصلحة الإسلام والمسلمين .. ومثله وأكثر منه حرب الدين نفسه ومحاولة تغييره (أو بلفظهم إصلاحه) وقتل وسجن الدعاة له .. كل هذه هي أمور من الكفر الأكبر المستبين الذي عندنا فيه من الله برهان لا لبس فيه.

ولا شك أن الغرب قد ساهم في بلورة هذه الطائفة من غلاة المرجئة عبر قنواته ومراكز بحثه (مثل راند) التي أوصت بصناعة إسلام جديد لا يعادي الغرب ولا عملائه المحليين بل وينصرهم بعقيدة دينية (منحرفة غاية الانحراف) مستخدما أحاديث نزلت في الحكام الظلمة ويطبقها في واقع الحكام الخونة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

 

دعوة لمراجعة الموقف

ونحن في هذا المركز أردنا تبصير هؤلاء “الأخوة” بالواقع الذي يعيشون فيه .. فالحكم على الواقع جزء عن تصوره .. فلا يمكنك أن تصيب في حكم مهما كنت عالماً بالشرع إلا إذا عرفت كنه الشيء الذي تطبق عليه الدليل فالقاعدة “أن الحكم على الشيئ فرع من تصوره” .. ولهذا أصدرنا عدداً من الفيديوهات مثل “شفرة سورة الإسراء” الذي يسرد تاريخ البشرية وموقع اليهود منه والتحريف الذي أدخلوه على توراتهم وكيف ساهم هذا التحريف ونشره في نشأة الأديان والمذاهب المختلفة .. ثم نشرنا فيلم “المسار اليهودي في الشرق” بعد حملة التطبيع الذي قادها عملاء المحتل (وليس ولاة الأمر) ليدفعوا بالعالم الإسلامي إلى المسار اليهودي .. وكنا أيضاً نشرنا فيلماً قصيراً عن “ثالث الآتين من الخلف .. السيسي يغير مصر تبعاً لخطط طويلة الأمد” .. وهذه كلها مساهمات في فهم الواقع لتطبيق الحكم الشرعي المناسب لهذا الفهم.

وندعو أنفسنا وجميع الأخوة والأخوات إلى مراجعة وتقييم موقفنا وإعادة النظر إلى فهمنا للإسلام وعقائده مرة أخرى ، وفهم الواقع الصحيح عبر قراءة التاريخ قراءة صحيحة ثم تصحيح ما يلزم تصحيحه في هذه الجوانب ..

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .. وصلي الله على سيدنا محمد وعلى أهله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى