مقالاتمنوعات

فيلم المعضلة الاجتماعية … تنبيهات ونصائح

انتبه وأنت تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي

 

 فيلم وثائقي يشرح مايحدث خلف شاشات أجهزتنا ومن يتحكم فيها

بقلم أمل ابراهيم

صناع الفيلم قاموا باستضافة موظفين سابقين ذوي مناصب مرموقة في عدد من أشهر وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام وجوجل ويوتيوب وآبل وموزيلا وفايرفوكس وغيرها. وقد قدموا خبراتهم عن طبيعة عمل منصات التواصل الاجتماعي وكيف أنها ليست منصات بريئة وقدموا كذلك نصائحهم لمستخدمينها كي يتخلصوا من تلاعب تلك المنصات بعقولهم ومشاعرهم.

انتبه وأنت تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي

الشيء الذي ينبغي أن يتنبه له كل من يستعمل وسائل التواصل مثل فيسبوك وتوتير وانستجرام وواتساب وغيرها و كذلك محركات البحث مثل جوجل وغيرها من خلال شاشات حواسيبهم أو هواتفهم الذكية هو أنهم لا يتعاملون  مع آلات صماء أو مع هذه الأجهزة فقط. لا.  إنهم يتعاملون مع العديد من الأشخاص والحواسيب العملاقة أو ما يسمى بالذكاء الاصطناعي … أولئك هم من يتعاملون معك من خلف ستار شاشتك .. يعرفون فيم تفكر ويعرفون مشاعرك وحالتك النفسية ويعرفون احتياجاتك ويعرفون أسئلتك ويجيبون عليها. ومع الأسف فهناك من الناس من يضعون أسرار حياتهم كلها بالصوت والصورة والكتابة على وسائل التواصل . ومن يتابعك من خلف الشاشات يجمع عنك كل تلك المعلومات و يعرف عن خفايا نفسك ربما ما لاتعرفه أنت، وبذلك يكون له القدرة في التأثير عليك وعلى وعيك وعلى معلوماتك وقناعاتك وعلى حكمك على الأمور، ومن ثم يمكنه التحكم بك.

شيء آخر خطير جدا يحدث لمتابعي وسائل التواصل الاجتماعي، ذلك هو الإدمان، إدمان استعمال الهاتف والحاسوب وجعل كل حياتهم مرتبطة بهما. وبالتالي يقل كثيراً نشاط الناس في عالمهم الواقعي وحياتهم العملية. وأكثر من يتأثر بهذا الأمر هم الأطفال والمراهقين. وهذا بالتأكيد يؤثر سلباً عليهم ذهنياً و نفسياً وعقلياً وبدنياً واجتماعياً وصحياً وقبل كل ذلك دينياً.

وللأسف فإن معظم ما يعرض على الشاشات سواء شاشات الهواتف الذكية أو شاشات الحواسيب يستهدف الأطفال بالدرجة الأولى ‏وذلك حتى يتم إنشاء جيل خاوي من كل القيم والمباديء إلا ما تبثه فيه تلك الشاشات ومن يتحكمون فيها. والمشكلة في وقتنا ‏الحالي أن معظم الآباء والأمهات أيضاً مشغولون كثيراً عن أطفالهم ولأسباب متنوعة. لكن المحصلة أنهم لا يجدون لأولادهم ‏نصيباً في اهتماماتهم أكثر من توفير الطعام واللباس لهم ومتابعتهم في واجباتهم المدرسية. وبذلك يتخلون عن مهماتهم الأساسية ‏في تربية أولادهم وتوجيههم وغرس العقيدة الصحيحة ومعالي الأخلاق والانتماء لدينهم الحق في نفوسهم وتعليمهم الحلال ‏والحرام ،بالإضافة إلى واجبهم في الإشباع العاطفي والمعنوي عند الأطفال كي يكونوا أشخاصاً أسوياء وكذلك  تعليمهم المهارات ‏اللازمة لهم كي يكونوا ناجحين فيما يقابلهم من مهام حياتية … وغير ذلك من واجبات الآباء تجاه أولادهم. للأسف أكثر الآباء ‏اليوم يجدون أنه من الأسهل لهم أن يعطوا أولادهم (لهاية) كما عبروا عنها في هذا الفيلم ..لهاية الكترونية حتى لا يزعجونهم . ‏وللأسف لا يستوعب الآباء أن هذه اللهاية هي أداة بيد أشخاص لا يرونهم يتحكمون في عقول أولادهم ويغرسون فيها ما يشاؤون ‏مما لو علمه الآباء لماتوا حسرة بسبب تقصيرهم في حق أبنائهم.‏

كيف ننقذ أنفسنا وأولادنا

فما هو الحل إذن ؟ وكيف نتعامل مع هذا الأمر ونحن لانستطيع الاستغناء عن الخدمات الجليلة التي تقدمها لنا هذه الأجهزة ثم كيف نحمي أولادنا منها ومن الأخطار التي تحيطهم بها هذه الشاشات ؟

 لابد أولاً أن ننقذ أنفسنا منها كي نستطيع أن ننقذ أولادنا. وكي ننقذ أنفسنا لابد أن نتعامل مع هذه الشاشات على حقيقتها وعلى أنها موجهة بعقول بشرية أو حواسيب لكي تسدي لنا كل تلك الخدمات وأن خدماتها ليست مجانية على الإطلاق كما تبدو. فإذا عرفنا أن لها سعراً نحن ندفعه وعرفنا أن السعر هو السماح لهم بالتحكم في عقولنا وأننا نحن السلعة التي تباع معلوماتها لمن يريدها من شركات تجارية أو مخابرات أو حكومات أو غيرها … إذا عرفنا ذلك ووعيناه جيداً تغيرت فوراً نظرتنا لتلك الشاشات وطريقة تعاملنا معها. فليس كل ما نفكر فيه ولا كل ما يحدث في حياتنا نكتبه على الفيسبوك. كما يجب ألا نجعل حياتنا تدور حول الشاشات. ثم لابد أن يكون لنا الميزان الخاص بنا و المرجعيات الصحيحة للحكم على الأمور ونتقصى ونبحث عن صحة ما نقرأ ونشاهد على تلك الشاشات ومن ثم نستطيع التفرقة بين الحق والباطل أو بين الصواب والخطأ فيها.

ثم لا بد نتحكم في أنفسنا ونقصر استعمالنا لوسائل التواصل هذه على قدر احتياجنا فقط ، ثم نبتعد عنها بعد ذلك ونمارس حياتنا الطبيعية من تواصل فعلي مع أفراد الأسرة على أرض الواقع  وقضاء المزيد من الوقت في التقارب مع أولادنا وتربيتهم تربية صالحة ونقوم بزيارات لصلة الرحم وكذلك ممارسة بعض الرياضة للمحافظة على الصحة وقبل كل ذلك تدبر القرآن الكريم ومعرفة أصول ديننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم  ثم معرفة الواقع الذي نعيش فيه عن طريق آخر تماما غير الشاشات بما فيها شاشات التلفاز.

يجب ألا ننخدع بما يصورونه لنا على أنه هو أهم الأخبار أو أولى الأولويات .. لابد أن نتحرر من تقييمهم للأمور وأن نُحَكِّم عقولنا لنري العالم على حقيقته،  فهم لهم أجنداتهم التي على أساسها يضخمون حدثاً ليس مهماً ويهملون أحداثاً كبيرة ومؤثرة في عالمنا وواقعنا. لابد أن نتحرر من قيودهم ونعمل عقولنا ونجعلها تفيق من الوهم والسبات الذي تعيش فيه وننفض عنها غبار الكسل والنوم.

يجب ألا ننشر أبداً صوراً لنا على الفيسبوك مهما كانت الظروف فهم يستغلونها في تجميع المعلومات عنا وفي إجراء المزيد من التجارب النفسية والاجتماعية السلوكية على البشر كي يحسنوا هم من قدراتهم على التحكم بالبشر. يجب ألا ننشر أبداً أي صور خاصة أو صور بدون حجاب للنساء والبنات على أي من وسائل التواصل، فهذه الصور تمر عبر أقمار صناعية وحواسيب عملاقة قبل أن تصل للطرف الآخر ومن ثم تخزن هناك ويمكن استعادتها واستخدامها لأي غرض وفي أي وقت يريدونه. ونفس الشيء يقال عن مكالمات الفيديو.

ومما يفتح عيوننا أكثر على الحقيقة ويساعدنا على أن نفيق من سباتنا هو أن نعلم أن كل من تمت استضافتهم في هذا الفيلم ممن كانت لهم مناصب مرموقة وقيادية في وسائل التواصل ومحركات البحث .. كلهم لا يسمحون لأولادهم باستعمال الشاشات أو امتلاكها.

لا تنقر على الإعلانات التي تظهر لك أثناء تصفحك للإنترنت لأنهم يريدونك أن تشتري منهم بأي طريقة و يغرونك بشراء أشياء قد لا تكون محتاجاً لها بالفعل. ولكن اجلس في هدوء بعيداُ عن الشاشات وفكر جيداً ماذا تحتاج وعندما تجد أنك بحاجة حقيقة لسلعة  ما قم بالبحث عن أفضل منتج وأفضل العروض ثم اشترها، ولكن لا تنساق للإعلانات أياً كان مصدرها.

 وهناك شيء أهم من ذلك:  لا تشتر شيئاً لا تملك ثمنه، لاتستعمل بطاقات الإئتمان credit cards لشراء شيء لاتملك سعره فتستدين من البنك كي تشتريه. فهذه هي المصيدة التي يوقعونك بها في فخ الديون التي يكبلونك بها ومن ثم العبودية لهم.

ولكي تتمكن من فعل هذا وذاك عليك أن تتخلى عن كونك شخصاً استهلاكياً وهذا هو الفخ الذي أوقعوا العالم به . جعلونا استهلاكيين نجري وراء شراء السلع، شراء ما يروجون له في الإعلانات ويصورونه لنا كذباً واحتيالاً على أنه شيء هام نحتاجه وأن حياتنا ستكون أفضل بوجوده .

لابد أن نعود فنتحلى بالعقل والقناعة ونترك التنافس في الدنيا، وهي آفة أصبحت متوغلة ومتغولة في شعوبنا العربية حيث صرنا نتنافس من عنده سيارة أحدث موديل ومن عنده أغلى موبايل ومن يقتني أغلى الملابس والحقائب من أشهر بيوت الأزياء وغير ذلك من مظاهر التفاخر والتنافس. وهذا عين ما حذرنا منه رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: “فَوَاللَّهِ ما الفَقْرَ أَخْشَى علَيْكُم، وَلَكِنِّي أَخْشَى علَيْكُم أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا علَيْكُم، كما بُسِطَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كما أَهْلَكَتْهُمْ.” وفي روايةٍ: “وَتُلْهيكُمْ كما أَلْهَتْهُمْ.”

نصائحهم

  • لا تستجب لمشاهدة أو متابعة مايتم ترشيحه لك من مواد مثل الفيديوهات على يوتيوب والمكتوب عليها recommended for you أي موصى به لك.
  • قم بإلغاء أكبر عدد من التطبيقات الغير مفيدة والغير مهمة.
  • أغلق كل الاشعارات والتنبيهات بحيث لاتصدر صوتا ولا اهتزازات حتي لايشوش ذلك عليك آداء مهامك الحقيقية الهامة في الحياة ولا يصرف انتباهك عنها.
  • لا تقبل أي فيديو موصى لك به من اليوتيوب ولكن اختر بنفسك ماتريده.
  • يوجد الكثير من اضافات متصفح “كروم” التي تزيل التوصيات لك بالنقر على شيء معين فحاول استعمال واحد منها.
  • تحققوا من الأخبار قبل مشاركتها وتتبعوا مصادرها.
  • إحرصوا على أن يكون عندكم مصادر مختلفة للمعلومات في حياتكم.
  • الكثير من العاملين في مجال التكنولوجيا لا يعطون هذه الأجهزة لأطفالهم ولا يسمحون لأطفالهم بأن يقتنوا أياً من هذه الشاشات ، فأطفالهم لا يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي.
  • احذفوا حساباتكم من على مواقع التواصل واستمتعوا بعلاقات اجتماعية ليست محاطة بمحركات تتلاعب بكم وتعمل على إعادة تشيكل عقولكم.

 

  • وفيما يخص الأطفال فهناك ثلاث نصائح رئيسية:

1- كل الأجهزة لابد أن تكون خارج غرف نوم الأطفال في وقت محدد من كل ليلة. قبل موعد النوم بنصف ساعة لابد أن تكون كل الأجهزة خارج الغرفة.

2- وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تمنع حتى يكون الأطفال في المدرسة الثانوية أي حتى سن 16 سنة

3- قوموا بوضع خطة زمنية مع أطفالكم بعدد الساعات التي يقضونها في استعمال أجهزتهم وذلك بسؤالهم عن تقديرهم لذلك وفي الغالب سيعطون إجابات منطقية.

ولمشاهدة الفيلم على موقع البيتشوت الجزء الأول  https://www.bitchute.com/video/Jf0I4JvrZi91/

الجزء الثاني    https://www.bitchute.com/video/JZ0ixvrfWWLm/

الجزء الثالث   https://www.bitchute.com/video/8M7HDlOBgeyP/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى