النظام العالمىملفات ساخنة

الصراع الروسي الأوكراني .. الخلفيات التاريخية وتوظيف النخبة له والموقف الصحيح منه

مع استمرار الأزمة -المخطط لها مسبقاً- في أوكرانيا وانقسام الآراء بشأنها ، يقدم المركز هذه المادة للإسهام في تكوين وجهة النظر الصحيحة بشأن ما يدور واتخاذ الموقف الصحيح المبني على المعلومات الموثقة.

ثلاث فرق وليس اثنين

ينقسم الناس بحسب رؤيتهم وتقييمهم للغزو الروسي لأوكرانيا إلى فريقين. الفريق الأول يعارض الغزو ويقف في الصف الأوكراني لأنه يرى بوتين رجل مجنون شبيه بهتلر له طموحاته الشخصية في إعادة الإمبراطورية الروسية وجمع الشعوب الروسية تحت حكم واحد ، وهذه الرؤية مستمدة في الأساس من وسائل الإعلام الرسمية في الدول الغربية عموماً.

والفريق الثاني يرى بوتين المخلص من الهيمنة الأنجلو أمريكية الغربية المتصاعدة والتي تريد فرض إرادتها على كل العالم وتنفيذ أجندة العولمة عن طريق مد حدود حلف الناتو بشكل مطرد باتجاه الشرق وضم أوكرانيا للحلف وتسليحها بالسلاح النووي الأمر الذي يشكل تهديداً وجودياً لروسيا ، وبالتالي فهو محق في غزوه لأوكرانيا ومنع الناتو من التمدد شرقاً وإفشال خطط العولمة . وهذه الرؤية مستمدة من وسائل الإعلام البديل سواء كانت وسائل التواصل الاجتماعي أو على مواقع الترامبيون -أتباع ترامب- أو غيرهم.

الرؤية الصحيحة

ولسنا ننتمي لأحد الفريقين ولا نتبنى رؤية أياً منهم (وإن كانت بعض التفاصيل على الجانبين صحيحة ). لأننا نعرف أن هذه الحرب قد تم التخطيط لها وتهيئة المسرح ودفع الأحداث باتجاهها لأهداف ودوافع تخدم النخب المتسلطة من وراء الستار وتقرب العالم خطوة أخرى (بعد خطوات كوفيد) من أهدافهم وأن أياً من الطرفين المتحاربين لا يمثل الخلاص للبشرية ولا يخرج عن كونه تنافس لقيادة العالم تحت إمرة تلك النخب وليس خارجها. ولعل هذا يبدو غريباً بعض الشيء لكن بوتين أيضاً يروج للنظام العالمي الجديد ويكبت الحريات ويركز السلطات في يده الملوثة بدماء المسلمين بدءاً من الشيشان وصولاً إلى سوريا وتنسيقه مع الغرب فيها .

سلسلة الأحداث التاريخية مرتبة عكسياً

لكن تكوين الرؤية الصحيحة يرتبط حتماً بالإحاطة بالخلفيات التاريخية والقوى التي تحرك الأحداث وبسلسلة الحوادث التي أفرزت تلك الأزمة. وقد تحدثنا كثيراً عن تلك القوى التي تحرك الأحداث في القرون الأخيرة. ونسرد اليوم الخلفيات التاريخية للحرب الروسية الأوكرانية ، لأن فهمك لهذه الحرب والموقف منها يعتمد بشكل كبير على عمق اللحظة التاريخية التي بدأ عندها وعيك بهذه الأزمة وبالخلفيات التاريخية لها ، وبالتالي تتشكل الرؤية تبعاً لبعد تلك اللحظة وعمقها في التاريخ:

– فإذا بدأ إدراكك للأمر في يوم 24 فبراير 2022 حين بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا ، فستكون رؤيتك للوضع بتلك البساطة : أعلن الروس فجأة الحرب على أوكرانيا وبدأوا غزوًا ” غير مبرر” لذلك البلد المسالم.

warnmap on Twitter: "VISUALS: Map of the Donbas oblast ...

– ويمكن أن تتعزز تلك الرؤية إذا بدأت من يوم 21 فبراير حين أعلن بوتين الاعتراف باستقلال إقليمين داخل حدود أوكرانيا تسكنهما أغلبية روسية تحت مسمى جمهورية دونيتسك الشعبية DPR و جمهورية لوغانسك الشعبية LPR وكان هذا الاعتراف بناء على قرار مجلس الدوما الروسي يوصي الرئيس بوتين بالاعتراف بهما. في هذه الحالة ستدرك أن لروسيا أطماع في أوكرانيا وتريد تقسيمها وضم أراضي تلك الجمهوريتين لها ، ربما في محاولة لإقامة إمبراطورية روسية تضم كل أراضي المتحدثين بالروسية.

القشة التي قصمت ظهر البعير

– لكن إذا عدت قليلاً وبدأت إدراكك للأمور من يوم 19 فبراير عندما كشف الرئيس الأوكراني زيلينسكي أمام مؤتمر ميونيخ للأمن عن نيته جعل أوكرانيا قوة نووية وعدم الالتزام بمذكرة بودابست لعام 1994 التي تم بموجبها إزالة أسلحة الاتحاد السوفيتي النووية الموجودة في أوكرانيا مقابل ضمان أمن أوكرانيا ، فربما إذا بدأت من هذه النقطة فربما تغيرت رؤيتك للموقف لأن هذا كان الاستفزاز النهائي الذي أدى مباشرة إلى غزو أوكرانيا.

Ukraine President Zelensky calls out NATO's 'Open Door ...
كلمة زيلينسكي أمام مؤتمر ميونيخ للأمن

– وهناك أيضاً تفاصيل أخرى جرت في نفس اليوم 19 فبراير وأمام نفس المؤتمر حين سمعنا كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي بايدن تتوعد روسيا بعقوبات غير مسبوقة إذا ما غزت أوكرانيا. وفي نفس اليوم أيضاً وبخ المستشار الألماني أولاف شولتز بوتين والروس على أفعالهم العدوانية ، ورفض المستشار الألماني مزاعم الإبادة الجماعية ضد سكان دونباس الناطقين بالروسية ووصفها بأنها “سخيفة ، بصراحة”.

التحضير للحرب

– وبالعودة عدة أسابيع فقط للوراء أي في يناير 2022 عندما بدأ جسر جوي غير مسبوق لأسلحة وذخائر بمئات الملايين من الدولارات بالوصول إلى أوكرانيا من أمريكا وبريطانيا وجمهوريات البلطيق وبولندا وتشيكيا بعد تخصيص بايدن 200 مليون دولار لهذه الأسلحة والذخائر لأوكرانيا. وهذا يعطي بعداً آخر للموضوع فهناك أطراف كانت تعد وتحضر لهذه الحرب قبل اشتعالها وتؤمن استمرارها إذا اندلعت.

– وفي نفس الشهر يناير 2022 رفضت الولايات المتحدة والناتو مطالب روسيا بضمان ألا يعرض الناتو عضويته على أوكرانيا في المستقبل ، وهنا تتضح الصورة أكثر ففي الوقت الذي كان الغرب يمد أوكرانيا بالذخائر والأسلحة بكميات غير مسبوقة رفض مطالب موسكو بضمان عدم ضم أوكرانيا للناتو.

– وتزداد الصورة وضوحاً بالعودة إلى شهر سبتمبر 2021 الماضي عندما أجرت أوكرانيا تدريبات مشتركة مع القوات الأمريكية والناتو بينما أجرت روسيا وبيلاروسيا تدريبات مشتركة كبيرة أيضاً في نفس الشهر ، وحدث كل هذا بينما العالم مشغول باللقاح وجوازات السفر الصحية وغيرها.

Report: 'Burisma' Paid Joe Biden $900K 'Consulting Fee ...
بوريسما الأوكرانية دفعت لهنتر بايدن مئات الآلاف

تورط بايدن وأسرته

– ومن المعلومات المهمة أيضاً هو تورط عائلة بايدن في قضايا فساد ورشوة في أوكرانيا مع شركة بوريسما Burisma للغاز الأوكرانية والتي كان هنتر بايدن نجل الرئيس بايدن في مجلس إدارتها ، وكيف منع بايدن في عام 2015 عندما كان نائب أوباما تحقيقًا قانونيًا ضد الشركة من قبل المدعي العام الأوكراني ، بل وعمل على فصله من منصبه مقابل مليار دولار لأوكرانيا من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. وقد تم إذاعة تسجيلات لمكالمات لبايدن ولوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بهذا الخصوص.

أمريكا تغير النظام الحاكم

– لكن أهم التطورات كانت في عام 2014 بعد ما يعرف بثورة “الميدان الأوروبي” التي تم ترتيبها وتمويلها ضد الرئيس المنتخب والموالي لروسيا فيكتور يانوكوفتش. وما تلاها من نزع البرلمان لقب الرئيس عن فيكتور يانوكوفتش بالخلاف للدستور الذي يسمح له بالاحتفاظ باللقب طول العمر.
وأحداث هذه الثورة جديرة بالدراسة حيث عملت منظمات غير حكومية على مدار وقت طويل لتحضير هذه الثورة ولتغيير النظام.

Reuters investigation exposes 'serious flaws' in Maidan ...
مجزرة الميدان أثناء الثورة

– وشملت الثورة في عام 2014 أحداثاً مهمة منها المجزرة التي حدثت في الميدان باستخدام قناصين من جورجيا تم استئجارهم من المعارضة لزرع الفوضى وللتعجيل بتغيير النظام الحاكم.  وما تبع تلك الأحداث من قلاقل في الجزء الشرقي لأوكرانيا الذي تسكنه أغلبية روسية ثم التدخل الروسي العسكري للاستيلاء على شبه جزيرة القرم

– وهناك أيضاً المكالمة الهاتفية الشهيرة  “خَذْوَق الاتحاد الأوروبي fuck the EU ” بين مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك فيكتوريا نولاند و سفير الولايات المتحدة في أوكرانيا ، جيفري بيات ، انظر النص والنسخة الصوتية على موقع بي بي سي على الإنترنت. خلال المكالمة التي عقدت قبل ثورة “الميدان الأوروبي” أو تغيير النظام في فبراير 2014 ، ناقشت نولاند وبيات من يجب أن “ينتقل” إلى الحكومة الأوكرانية المستقبلية. فيكتوريا نولاند هي اليوم وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية.

– ومن التداعيات ما حدث من إسقاط طائرة الرحلة MH-17 الماليزية المتجهة من أمستردام إلى كولالمبور فوق شرق أوكرانيا في 17 يوليو 2014 والتي لم يتم حلها إلى الآن ، حيث تثور مزاعم قوية بأن الناتو وأوكرانيا دبرا اسقاطها ولصق التهمة بالثوار الروس في شرق أوكرانيا والمزاعم المضادة أن الثوار الروس هم من أسقطوها بالفعل بخطأ منهم.

– وإذا عدنا للخلف قليلاً وبالتحديد في عام 2013 نجد تصريح فيكتوريا نولاند نفسها أن الولايات المتحدة أنفقت 5 مليارات دولار على أنشطة “تعزيز الديمقراطية” في أوكرانيا ، بمعنى يفهم منه التحضير لتلك الثورة في نهاية 2013 وبداية 2014.

– وفي عام 2004 كانت هناك أيضاً “الثورة البرتقالية” بعد ادعاءات بتزوير انتخابات فاز فيها رئيس الوزراء الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفتش (وهو نفس الشخص الذي قامت عليه ثورة الميدان) ، ولكن حدثت مظاهرات من أنصار المرشح الثاني وضغطوا لإعادة جولة الانتخابات الثانية وأيدتهم المحكمة الدستورية وتم إعادة الانتخابات وفاز فيها المرشح الآخر فيكتور يوشنكو الموالي للغرب ، لكن يانوكوفتش عاد مرة أخرى رئيساً في انتخابات 2010 قبل الثورة عليه مرة ثانية في أواخر 2013 بسبب رفضه اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

Status of Forces Agreement (SOFA) - Rough Diplomacy
خريطة دول الناتو(بالأزرق) تحيط بروسيا

وعود عدم تمدد الناتو

– ولتغطية هذه الحقبة من التاريخ فربما يكون من الأفضل البدء من عام 1990 ، عندما وعد وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر ميخائيل جورباتشوف بأن الناتو لن يتوسع “ولا شبرًا واحدًا باتجاه الشرق” بعد إعادة توحيد ألمانيا وعندما أكد الدبلوماسي الألماني يورغن تشروبوج للروس “أننا لن نوسع الناتو إلى ما وراء نهر  الإلبه Elbe“وهو المستند الذي تم إعادة ظهوره للسطح مؤخراً في مجلة دير اشبيجل الألمانية ، ولكن الحلف أخلف وعوده وظل يتوسع ويضم كل الدول الأوروبية الشرقية حتى وصل إلى أوكرانيا التي كان يرغب رئيسها الحالي في الانضمام للناتو أيضاً.

المسألة الروسية الأوكرانية عميقة

– لكن المسألة الأوكرانية لها جذور تاريخية أعمق من ذلك ففي الحرب العالمية الثانية ، تعاون ستيبان بانديرا وإخوانه القوميون الأوكرانيون مع النازيين في محاولة للاستقلال عن الاتحاد السوفيتي ولكن المخابرات السوفيتية قتلته في منفاه عام 1959 ورد الرئيس يوشنكو له الاعتبار في يناير 2010.

– وفي عام 1932-1933 كانت المجاعة الكبرى التي راح ضحيتها حوالي 3 مليون أوكراني والتي يعتقد الأوكرانيون (و 15دولة أخرى) أن استالين سببها عمداً لسحق المقاومة القومية الأوكرانية.

– لكن الرئيس بوتين يرجع أصل المشكلة الأوكرانية إلى عام 1918 ، عندما – وفقًا لبوتين – أنشأ لينين دولة أوكرانيا الحديثة ،رافضاً طلب جمهورية دونيتسك-كريفوي روغ السوفيتية الاندماج في روسيا السوفيتية ككيان منفصل ، وبدلاً من ذلك أصر على “حكومة واحدة لكل أوكرانيا “

بوتين جزء من اللعبة

– وحتى لا يظن ظان أن هذه الأحداث تصب في صالح الفريق الثاني الذي يرى بوتين المخلص من النظام العالمي الحالي تحت إمرة نخب متسلطة تريد الهيمنة المطلقة على العالم . ورغم أن هدف تلك النخب صحيح إلا  أن بوتين ليس المخلص ولا يلعب هذا الدور ، لأنه نفسه متورط معهم أو على الأقل فهو يلعب دور المعارضة المسيطر عليها داخل نفس النظام الدولي ولا يريد تغييره.

وقد عبر هو بذلك بنفسه في نفس يوم بدء غزوه لأوكرانيا في الأزمة الأخيرة حيث قال في رده على بيان مجموعة الدول السبع حيث قالوا أن “الغزو الروسي لأوكرانيا تهديد خطير للنظام العالمي” ، فرد عليهم بما نصه: “نحن جزء من النظام العالمي ولا نسعى إلى الإضرار به وعلى شركاؤنا أن يفهموا ذلك ولا يخرجونا من النظام العالمي الذي نحن جزء منه وسنبقى جزء منه.”

بوتين يروج للنظام العالمي الجديد نفسه

بل إنه يروج للنظام العالمي الجديد كما في بيانه المشترك مع القيادة الصينية عند زيارة بوتين للصين في افتتاح دورة الالعاب الأوليمبية الشتوية في بكين. فقد أصدر شي وبوتين وثائق تمجد إنشاء النظام العالمي الجديد الذي يدعو جميع الدول إلى “حماية الهيكل الدولي الذي تقوده الأمم المتحدة” ويعلنان أنه “من أجل تسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 ،” الدول سيتعين عليها “اتخاذ خطوات عملية في مجالات التعاون الرئيسية” مثل “اللقاحات ومكافحة الأوبئة ، وتمويل التنمية ، وتغير المناخ ، والتنمية المستدامة ، بما في ذلك التنمية الخضراء ، والتصنيع ، والاقتصاد الرقمي ، وتوصيل البنية التحتية” ، وهذه كلها هي نفس مواصفات النظام العالمي الجديد الغربية.

وفي بلده ومع مواطنية قام بكبت الحريات والسيطرة على البشر حيث أصدر منذ تولى السلطةعدداً من القوانين التي تحد من الحريات وقام بتغييرات كبيرة تسمح بتركيز السلطة في يده وانتاج نموذج من الحكم الطغياني مع التركيز على قمع الأقليات المسلمة. هذا فضلاً على أن يدى بوتين ملطختان بالدماء المسلمة في عدد من البلدان الإسلامية بدءاً من الشيشان إلى سوريا التي نسق فيها مع أمريكا والغرب بهدف منع سيطرة المسلمين على الحكم هناك ودعم نظام بشار الأسد الدامي.

علاقات بوتين بواجهات النخبة

وقد ذكره مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب كأحد خريجي دورات تأهيل قادة العالم التي بدأها المنتدى الاقتصادي منذ عام 1992 وهو العام الذي تم إقرار أجندة القرن 21 فيه في قمة الأرض بريو دي جانيرو بالبرازيل.
وقد كرر كلاوس شواب هذه الدعوى مرتين على الأقل: الأولى كانت لقاء أجراه كلاوس شواب في عام 2017 في معهد هارفارد كينيدي للسياسة وهذا هو ترجمته:

والمرةالثانية كانت عند لقاءه برئيس كوستاريكا الذي كان هو نفسه أحد خريجي هذه الدورات. ويمكنك الرجوع لمقالنا “قادة العالم الحاليون تخرجوا في برنامج “قادة العالم الشباب” للمنتدى الاقتصادي العالمي“.

بوتين وكيسنجر والنخبة

ويمكنك بسهولة تمييز سلوك التلميذ أمام معلميه من لقاءات بوتين مع نتنياهو وتلك القاءات المتكررة مع كيسينجر ولغة الجسد واعترافات بوتين بتعلمه من أستاذ السياسة الدولية الأول كما جاء في مديح بوتين لكيسنجر.

وهكذا فإن بوتين لا يختلف كثيراً عن القيادات الغربية فكلاهما يعمل تحت نفس المظلة وإن كان هناك من خلاف بينهما فهو خلاف الخدم المتنافسين لخدمة السادة المتسلطين على البشرية ، ولا يشترط أن يكون الخدم متطابقين تماماً في كل شيء فلكل وجهة نظر وطريقة تخصه لكنهم يبقون خدماً لحكام العالم الحقيقيين.

الموقف الصحيح

ونحن كمسلمين نرى تلك الأزمة المفتعلة والتي أعدوا لها ليستكملوا بها خطواتهم نحو هدفهم في إخراج نظام عالمي موحد لكل العالم بشكله الذي شرحناه في فيلمنا “النظام العالمي الجديد.. ذروة الإفساد الثاني“. فهم يختلقون الأزمات والمشاكل الواحدة تلو الأخرى ويستخدمون تلك الأزمات لعمل التغييرات التي تقربهم من هدفهم وليشغلوا العالم ويفقدوه التركيز على حقيقة ما يحدث خلف المسرح ويغطوا بآخر أزمة على جرائم الأزمة التي سبقتها. وعليه فإننا لا نصطف خلف أحد طرفي تلك الأزمة المصطنعة والتي عرفنا هدفها وأطرافها بل نراقبها بحذر ونراقب تطوراتها ونحذر من توريطنا فيها ونأخذ الأخبار من مصادر متعددة ونحذر من المصادر الرسمية فهي مسيسة وخاضعة لتلك النخب.

إقرأ أيضاً مقالنا الأخير “لماذا غزت روسيا أوكرانيا .. التوقيت والأهداف والخلفية الجيوسياسية للغزو الروسي“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى