الأسرة والطفلتربية الأبناء

علموا أولادكم الرفق واللين وتقدير مشاعر الآخرين(2)

خطوات نحو إنشاء جيل النصر الموعود

بقلم : أمل إبراهيم

 

علموا أولادكم الرفق واللين وتقدير مشاعر الآخرين(2)

كيف نكون رفقاء مع أبنائنا؟

أولاً: بأن نعاملهم أنهم أطفال وأصغر منا بكثير ومن حقهم أن يكتشفوا العالم من حولهم ويكتسبوا الخبرات التي ستكَوِّن شخصياتهم …. ومن حقهم في أثناء رحلاتهم الاستكشافية هذه أن يخطئوا، نعم الحق في الخطأ حق مكفول لهم ….. بل وتكرار الخطأ أيضاً !  نعم وخصوصاً في السن الصغيرة ( من الولادة وإلى سن عشر سنوات).

 لماذا؟

لأن الله تعالى قد كفل لهم هذا الحق في شيئ عظيم جداً في حياتنا ….والذي هوالركن الثاني من أركان الاسلام ألا وهو الصلاة.  ألم يقل صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ).

فهناك ثلاث سنوات كاملة تتم فيها المتابعة من الآباء للأبناء، والأوامر المتكررة المتعلقة بنفس الشئ، والصبر على التوجيه والتعليم والتدريب، حتى يصبح الأمر عادة لازمة عند الطفل راسخةً في قلبه وجزءاً من كيانه.

ولاشك أن فترة ما قبل السبع سنوات لابد أن تكون أكثر مرونةً من جهة الآباء وأقل تقييداً للطفل بالأوامر والنواهي المقيدة له عن الانطلاق في رحلته للمعرفة واستكشاف عالمه الجديد.

ولكي يقلل الوالدين من كمية الأوامر والنواهي الموجهه للطفل منذ أن يبدأ في الحركة ومغادرة سريره فعليهم أولاً أن يُهَيؤوا بيتاً وبيئةً مناسبةً لهذا المغامر الصغير.

للأسف كل عروسين يهتمان جداً بتأثيث البيت والفرش والديكور و..و… الخ، ولكنهم لا يبذلون نفس الاهتمام لإعداد أنفسهم كي يكونوا مربين ناجحين على علم بأفضل طرق التربية والتعامل مع الصغار وعندهم فهم جيد وافي لنفسيات الأطفال وطريقة تفكيرهم وكيفية نموهم واكتسابهم الخبرات.

على الآباء أن يراعوا -عندما يستعدون لمجيئ طفل صغير يتحرك في المنزل- أن يوفروا له أكبرقدر ممكن من حرية الحركة في البيت بدون أوامر أو نواهي…. أو صراخ من الأم …..أو غضب وانفعال من الأب.

فأفضل شيئ للطفل وأريح شيئ للأم أن يتم إبعاد كل ماهو خطير على الطفل، وكل ما يمكن للطفل أن يخربه، يتم ابعاد كل هذا عن متناول يد الطفل: المزهريات والأنتيكات والمصنوعات الزجاجية والأدوات الحادة والسوائل الساخنة ووووو … والقائمة تطول.

المسؤولية هنا هي بالدرجة الأولى مسؤولية الأم والأب …. والأم أكثر بالتأكيد …. لكنها ليست بحال من الأحوال مسؤولية هذا المخلوق الصغير الذي بدأت قدماه تلامسان الأرض لأول مرة وهو شغوف جداً بأن يعرف خبايا هذا العالم الجديد ويكتشف أسراره .

فإذا كان الآباء معترفون ومقتنعون أنها مسؤوليتهم مئة بالمئة فهم بالتأكيد سيكونون أكثر رفقاً بالطفل وأقل صراخاً وغيظاً  وانفعالاً إذا ما أحدث الطفل أية خسائر مهما كان حجمها. بل سيرجعون باللوم لأنفسهم ويحددون كيف يتلافون هذا الخطأ في المستقبل.

مازال للموضوع بقية….. ودمتم بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى