مقالاتملفات ساخنة

الانقلاب العظيم

بقلم : دعاء ليث

 

تتعاقب علينا الآن نذر الأرض والسماء، تدل على غضب من الله يتنزل علينا، ويكاد يزلزلنا !

في أثر عن سيدنا عمر رضي الله عنه : ورد عن عبيد الله بن عمر عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَتْ: “زُلْزِلَتِ الْمَدِينَةُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَا هَذَا؟ مَا أَسْرَعَ مَا أَحْدَثْتُمْ، لَئِنْ عَادَتْ لَا أُسَاكِنُكُمْ فِيهَا. [1]

ما يحدث على الأرض الآن من تغير كامل في حال السنن الكونية هو غضب من الله. اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا !

حسنا، نعلم أن الله يسيّر كونه بالأسباب، وهو رب الأسباب ومنشؤها ومفنيها، ولا غيره قادر على كسر هذه الأسباب، وإحداث المعجز والمحال فيها. وفي هذه المقالة نتحدث عن الأسباب الملموسة التي يسيرها الله بمشيئته لتشرح مظاهر هذا الغضب على الأرض، في اجتماع للسبب الإلهي والسبب العلمي لإحداث الحوادث. فرب الكون بقوته يفعل ما يشاء، ونحن بما علمنا من لدنه نقيس علامات ظهور تلك الإرادة الإلهية على الأرض. وهكذا هي العلاقة السليمة بين الدين والعلم، وهي علاقة تكامل وتوافق وتفصيل وشرح لمشيئة الله في كونه، مادام هذا العلم منضبط بشرع الله ولا يتجاوزه أو يجنبه. هذه بديهية لا تحتاج إلى شرح كثير، ولكن وجب التقديم لها لأنه هناك البعض ممن يظن أن الأسباب الإلهية والأسباب العلمية منفصلة، وأن التعامل بالعلم في تناول نصوص الدين بدع وإيمان منقوص، وأن استخدام القياسات والمؤشرات في رصد بدايات حوادث أخبر عنها الوحي أنها حادثة حتما في آخر زماننا هو رجم بالغيب، رغم بداهة الفهم أن تلك القياسات ظنية الثبوت، لأنها قابلة للتغير بمشيئة الله، ولأنها بوسائل الإنسان الضعيفة القابلة للسهو والخطأ، ومع ذلك ليس من الخطأ استخدامها والأخذ بها في الاعتبار إن تواترت القياسات والاستدلالات الرصدية وتكاملت مع الاستدلالات الحسية والعقلية الصحيحة وتوافقت مع الأدلة النصية الدينية، وبالتالي تكون هناك أدلة منضبطة ومن نواح متعددة تخبر أن تلك الأمور حادثة أو على وشك الحدوث، والله أعلم بها وبموعدها.

نبدأ إذن في الحديث عن تلك الأسباب والاستدلالات الرصدية التي تبين قرب حدوث أمور عظام وتقلب في الأرض إن لم نتب ونرجع إلى الله..

فإن تبنا رفع الله عنا.

(وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال:33]

(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) [هود:52]

_____________________________

منذ أشهر قلائل كان هناك خبرا اندهش له الجميع، وهو عن انفصال جزء ضخم من قارة انتاركتيكا بحجم ولاية شيكاغو. والأعجب أنه ليس أول انفصال من نوعه وبهذا الحجم ! هذه الانفصالات لها علاقة بموضوعنا، وبحركة الأرض التي ترصد بقوة وتتجه إلى نقطة اللاعودة. [2]

نشرح في خطوات متمهلة هذه الأسباب العلمية التي سببها الله في كونه لإحداث هذا التغيير.

تمتلك الأرض نوعين من الأقطاب، القطبين الجغرافيين المعروفين، والقطبين المغناطيسيين.

القطبان الجغرافيان هما نقطتا الشمال والجنوب للأرض التي يلتقي فيهما محور دورانها. أما القطبان المغناطيسيان فيكونان حقلا مغناطيسيا للأرض، وينشأ هذا الحقل نتيجة وجود اللب الداخلي الحديدي الصلب للكوكب، في حين أن اللب الخارجي منصهر، مما يولد تيارات الانتقال الحراري باستمرار، فتؤدي حركة هذا الحديد المنصهر إلى تكوين مجال مغناطيسي ذو قطبين شمالي وجنوبي. والشمال المغناطيسي هو الذي تتجه له البوصلة دائما، وهو مختلف تماما كدلالة وكموقع عن الشمال الجغرافي.

*صورة 1 توضح الأقطاب الجغرافية والمغناطيسية للأرض، مع توضيح لب الأرض وقطاعاته من الداخل والتي تسبب نشوء المجال المغناطيسي.

والشمال المغناطيسي للأرض لسنوات طويلة من عمرها وعمر وجود البشر عليها كان موجودا عند دولة كندا. لكن مع بدايات القرن العشرين بدأ الشمال المغناطيسي في التحرك. يتحرك من كندا متجها لروسيا ! وظل التحرك مستمرا ببطء حتى بداية سنة 2000 . [3]

منذ سنة 2000 بدأ هذا التحرك يصبح سريعا جدا !

تقريبا نفس المسافة التي قطعها التحرك من بدايات القرن العشرين وحتى قبل سنة 2000، هي نفسها المسافة اللي قطعها من سنة 2000 وحتى الآن، بل وتزيد ! [4]

*صورة 2 توضح نقاط انتقال الشمال المغناطيسي منذ العام 2005 وحتى العام 2019، مع وجود علامة النقطة 40 التي ينتهي عندها التحرك ويتم الانقلاب.

           

*صورة 3 توضح نقاط انتقال الشمال المغناطيسي منذ العام 1900 وحتى العام 2020، مع توضيح أن المسافة التي قطعها الانتقال من العام 1900 إلى العام 2000، هي نفسها المسافة التي قطعها من العام 2000 وحتى الآن، مما يدل على التسارع الكبير حاليا !

*صورة 4 توضح الانتقال، مع المصدر بأسفل الصورة، مركز البيانات العالمي للقياسات الجيومغناطيسية – دويتشه فيله

 

*صورة 5 توضح الانتقال مع الشرح بالأعلى عن سرعة الحركة، وتغيرات في مجال الأرض المغناطيسي اضطرت العلماء لتعديل القياسات المغناطيسية الخاصة بالملاحة.

*صورة 6  شاملة توضح كل ما سبق من تكوين الأرض الداخلي، والمجال المغناطيسي، مع توضيح انتقال هذا المجال عبر السنوات وأثره على الأرض.

حسنا..

هذا التحرك تأثيره على الأرض ليس بسيطا ![ 5, 6, 7 ]

فكل اضطراب المناخ الذي نراه، كل اختلاف الفصول والمواسم الطقسية عن السابق، كل اضطراب الحيوانات وتغير سلوكها في بعض المناطق، كل الموت الجماعي للطيور والأسماك بعد فقد بوصلتها الداخلية التي تعتمد عليها في الهجرة وإيجاد مواطنها، كل الزلازل والبراكين اللي ابتدت تنشط بشكل كبير جدا بسبب تحرك الصهارة تحت الأرض وتحرك الصفائح القارية معها،

كل هذا يحدث بكثافة واستمرار وتعاقب لا ينقطع منذ عامين أو أكثر !

والآن !

نرى بأنفسنا أن حال الأرض والسماء يتغير، وسبحانه الذي يغيّر ولا يتغير

فهذه آيات الله ونذره في أرضه وسمائه، اجتمعت الأسباب وكلها من عند الله لتلقي لنا رسالة واحدة.. أن سنة التبديل والتحويل قد بدأت !

اجتمع السبب الإلهي والسبب العلمي بوضوح أمام أعيننا لا غبار عليهم، فالكل يشهد حسا وعقلا ورصدا حتى بالآلات أن هذا كله يحدث، بل وفوق كل هذا يتفق نصا ونقلا مع الوحي والدين..

فقد أخبرنا نبي الهدى صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان ستكثر الزلازل،

ومؤشرات الزلازل الآن لا تتوقف عن القفز على مقياس ريختر، فنجد النص الديني مجتمعا مع السبب العلمي بتوافق تام.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن) رواه البخاري. [8]

أخبرنا عليه أفضل الصلاة والسلام أن أرض العرب تعود مروجا وأنهارا.

وبدأت تظهر إرهاصات هذا بالفعل من جراء التغير والتبدل المرصود واجتمع النص الديني مع الرصد العلمي مرة أخرى.

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهارا.ً صحيح مسلم / صحيح ابن حبان. [9]

أخبرنا صلى الله عليه وسلم ب “بايعوه ولو حبوا على الثلج”.

وها قد بدأت الثلوج تظهر مرارا في أرض العرب الحارة ! في اتفاق جديد بين النص والرصد .

عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلًا لم يقتله قوم، ثم ذكر شيئًا لا أحفظه، فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه، ولو حبوًا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي.  حديث صحيح. [10]

وأخبرنا عليه أفضل الصلاة والسلام أنه سيكون هناك في آخر الأمة خسف وقذف

وبدأت تظهر بالفعل خسوفات صغيرة في أنحاء متفرقة من الأرض ولاحت القذوفات بحجارة السماء من نيازك وكرات نارية ترصد بكثرة هذه الفترة، بل وستزيد بما يسبب الهلاك حسب الحديث الشريف

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا ظهر الخبث)). [11]

ومظاهر أخرى عديدة يتفق فيها النص الديني مع الرصد العلمي ولا يتسع المقام لذكرها كلها..

إذن نحن على شفا انقلاب كبير…

انقلاب حرفي بانقلاب أقطاب الأرض،

وانقلاب مرحلي بانقلاب أحوال الأمم والشعوب،

قوم يونس لما يأس منهم غشيتهم ظلمة السماء، فعلموا بوقوع العذاب،

فتابوا والكسف يكاد يسقط عليهم، ولكن بتوبتهم رفع الله عنهم حق عقاب، [12]

فهلا عدنا وتبنا واستغفرنا مثل قوم يونس فيرفع الله عنا هذا الغضب ؟

أم أنه حتما حادث هذا الانقلاب ولا سبيل لعودة، فالإنسان قد طغى والحق قد غاب ؟

إن ما يحدث على الأرض حقا منذر.. تلك آية كبرى لأولي الألباب.

فكما رأينا مظاهر التبدل تلك مذكورة في نصوص الوحي، خاصة في السنة، وقياسات العلماء التجريبيين تشير في تقارير مطولة عن كل تلك التغيرات، بالطبع لا تتساوى تقاريرهم مع صدق ويقينية الوحي، بل أحيانا يتم التدليس في تلك التقارير وإبعاد النظر عن الأسباب الفعلية لتلك الظواهر، لكنها في كل حال متحققة، ومنذرة !

تقارير الزلازل والبراكين والصدوع والخسوف والنيازك والعواصف والسيول والأعاصير والصواعق والحرائق، جفاف الأنهار وارتفاع منسوب البحار وذوبان ثلوج القطبين والموت الجماعي و الهياج الجماعي للحيوانات والأسماك والطيور، رنين شومان وحالة درع الأرض المغناطيسي، تبدل المناخ وتسارع الزمان وتماهي الفصول حيث القيظ والأمطار والثلوج في غير الأوان والمكان !

13] 14] 15] 16] 17] 18] 19] 20] 21] 22] 23] 24] 25] 26] 27] 28] 29]

وعند البحث على جوجل بالانجليزية ستجدون عنوانا بإسم مهيب..

..The Great Shift

 الانقلاب العظيم !

______________________________

أما عن المسلمين في وسط كل هذا،

فعليهم من الآن فصاعدا أيضا دور عظيم..

ليصنعوا انقلابا يغير حالهم، ويعودوا كبارا أعزة، وتصير كلمة الله هي العليا وكان وعده مفعولا، فلعل انقلابا قد قضاه الله، لتتحرك الأرض من تحت أقدامنا فنحرك بعده الدنيا بأيدينا، وقضاء الله كله حكمة ورحمة، وما ظاهره خوف وشر فلعل فيه خيرا كثيرا. 30

دعاء ليث.

____________________________

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى