الأسرة والطفلتربية الأبناء

النصائح الذهبية في التربية لأهم مرحلة عمرية الجزء الثاني: من السنتين إلى الثلاث سنوات

خطوات نحو إنشاء جيل النصر الموعود

بقلم أمل ابراهيم

النصائح الذهبية في التربية من سن السنتين إلى الثلاث سنوات

‏- عندما يتم الطفل عامه الثاني يكون أقدر على التحرك في البيت واكتشاف مخابئه والوصول إلى ‏أماكن لم يكن يستطيع الوصول إليها من قبل. ‏

‏- كما أنه يكون أكثر وعياً بما حوله وأقدر على التعبير عن نفسه واحتياجاته ويكون أكثر فهماً لما يقال ‏له وما يراه حوله

‏- ستكون الأم أكثر حذراً ومتابعة له كما أن عليها أن تحرص على ألا يكون أي شيئ خطير في متناول ‏يده أو يمكنه الوصول إليه. و طبعا لابد أن يتعاون كل أفراد المنزل على هذا الأمر حتى لا يصل ‏الطفل إلى مواطن الخطر في البيت فيحدث مالا تحمد عقباه

‏- ولكن سيتم اخباره بأن هذا ممنوع وأن هذا قد يصيبه بالألم ويتم شرح ذلك  له بالتفصيل و التكرار دوما

‏- ستزداد كلمة (لا ) بالتدريج وبدون عنف حتى يعتاد على أن هناك أشياء يجب أن يبتعد عنها

أول نصيحة خلال هذه السنة هو التفرقة بين السلوك الممنوع والسلوك المقبول للطفل والاختلاف في ‏طريقة التعامل مع كل منهما‏

السلوك الممنوع و السلوك المقبول

السلوك الممنوع هو الذي لا نتهاون معه أو نتغافل عنه  أونتركه يمر بدون تنبيه وموقف صارم.

والسلوك المقبول هو الذي لا نطالب الطفل أن يواظب عليه و يطبقه دوما بل نعرف أنه يحتاج فترة ‏طويلة من الوقت ليعتاد عليه فنتغافل أحيانا و نوجه أحيانا ولا يتطلب إجراءات صارمة عند حدوثه بل ‏يحتاج لتكرار التوجيهات وتعليم الطفل كيف يفعل المطلوب منه.

النصيحة الثانية:‏ ‏ ما يحتاجه طفلك منك دوماً في هذه السن وقبلها.. أن يشعر منك بالجدية وعدم التردد في أوامرك ‏له، وهذا لا يتطلب منك ضرب ولا صراخ وإنما يتطلب نبرة صوت وتعبيرات وجه ‏حازمة وحاسمة وخالية من التردد .

 فإذا شعر بهذا علم بفطرته أن لا مجال للمحاولة معك  فيطيعك بسلاسة وهدوء.  أما إذا كانت نبرة صوتك غير حازمة لأنك ‏أنت نفسك مترددة فيما تأمرينه به فسيعرف بذكائه الفطري أيضاً أن هذا الأمر يمكنه التهاون فيه وأنك ‏تتقبلين هذا التهاون وبالتالي فلن يتقيد بتنفيذ هذا الأمر.   وبالطبع فلن ننسى الحنان  والأحضان والقبلات بسبب وبدون سبب وكذلك التشجيع عندما يفعل الصواب.

السلوك الممنوع

ببساطة السلوك الممنوع يقتصر على أمرين اثنين:‏

‏1-  أن يتعدى الطفل على أحد والديه  أو من هم في مقامهما

‏2-  أو أن يفعل ما فيه خطر عليه أو على غيره .

وسأضرب هنا ثلاثة أمثلة على السلوك الممنوع وكيفية التعامل معها

امثلة للسلوك الممنوع وكيفية التصرف معها :‏

‏1. أن يضرب الطفل الأم  :‏

إذا حدث وضربك الطفل لأول مرة فلابد أن تتغير تعبيرات وجهك ونظراتك إليه فوراً ليعرف منها أنه ‏فعل شيئاً كبيراً.‏

‏ ثم تقولي له بصوت صارم: (كده غلط / عيب / ما ينفعش تضرب ماما/ حرام تضرب ماما). ‏

ثم تعلميه أن يعتذر لأنه أخطأ :(لازم تقول آسف لماما) ‏

وتؤكدي عليه أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى: ( اوعى تضرب ماما تاني)‏

ثم تسأليه: (هاتضرب ماما تاني؟) كي تتأكدي أنه فهم الرسالة،  ولابد أن يجيب ب(لا).‏

عندما يستجيب لك ويعتذر ويجيب ب(لا) على سؤالك فلابد أن تكافئيه على ذلك فوراً بابتسامة وقبلة ‏وحضن وصوت حنون (شاطر شاطر جداً ما شاء الله عليك) (أنا مبسوطة بك لأنك تسمع الكلام) ‌‏(حبيبي إنت) … وهكذا

وإذا حاول أن يضربك مرة أخرى ولو بعد حين فستكررين نفس الخطوات ولن يتغير موقفك أبداً ، ولا ‏تضحكي في وجهه مهما حاول إضحاكك. ‏

وفي المرات التالية عليك أن تكوني أسرع منه، فإذا لاحظت أنه يريد أن يضربك فعليك أن تمسكي يده ‏بحزم وتمنعيه من أن يضربك ولكن بدون أن تؤذيه أو تتركي أثراً على يده الصغيرة. وهذا مع تكرار ‏نفس الحوار السابق. ولا تنسي تشجيعه ومدحه عندما يستجيب في كل مرة، فهذا يسهل عليه الإستجابة لك.

من المتوقع أن لا يتكرر هذا الأمر منه أكثر من مرتين أو ثلاثة على أكثر تقدير إن كانت نبرة صوتك ‏وتعبيرات وجهك حاسمة وصارمة ولا يشوبها أي تردد بما يجعله يوقن أنك في قرارة نفسك واثقة مما ‏تقولين وليس لديك أي تهاون في هذا الأمر. ‏

‏2. المثال الثاني للسلوك الممنوع :‏

اللعب بالأشياء الخطيرة مثل النار والمكواة والكهرباء والأدوات الحادة والثقيلة … ولكن تذكري دوماً ‏أنه قد أتم لتوه عامه الثاني وأن المسؤولية كاملة على أهل البيت في إبعاد هذه الأدوات عن متناوله.‏

الأصل أن تكوني أنت وأبوه ومن في البيت قد وضعتم هذا الأدوات بعيداً بحيث لا يستطيع الطفل ‏الوصول إليها حتى لا يؤذي نفسه ولا غيره. والأصل أن لا تستعملوا أياً منها في مكان تواجد الطفل، ‏مثل المكواه والسكاكين والمنشار والشاكوش، وكذلك أن تتأكدوا من أن أبواب المطبخ والحمامات ‏مغلقة دائماً بحيث لا يتمكن الطفل من الدخول إليها وحده وأن مفاتيحها منزوعة منها ومعلقة في مكان ‏بعيد عن متناول الأطفال.‏

وتكونوا أيضاً قد عرفتموه من قبل خطورة هذه الأشياء وذلك بأن تطلعوه عليها ثم تشرحوا له لماذا هي ‏خطيرة، كأن تقولوا له مثلاً: السكينة خطيرة تجرح وتشيري على السكين، أو النار خطيرة تحرق ‏وتشيري على النار … وهكذا.‏

لكن إن حدث واستطاع الوصول إليها فلا تتركيها معه  ولا تتهاوني في أخذها منه بطريقة ذكية لا ‏تؤذيه مع نفس الصوت الصارم الحاسم بأن هذا خطأ وأنها خطيرة. ولا تنسي تشجيعه  بالابتسام ‏والأحضان والتقبيل ومدحه في كل مرة عندما يستجيب لك ويعطيك مافي يده حتى ولو قاوم قليلاً.‏

بعد ذلك عليك أن تضعيها في مكان بعيد ثم تعيدي الشرح له مرة أخرى عن خطورتها وأنها ليست ‏للعب وأنه عنده ألعابه كي يلعب بها.‏

‏3. المثال الثالث للسلوك الممنوع :‏

عدم الانصياع للأوامر عند عبور الشارع أو في الأماكن الخطرة

أولاً: لابد من توجيه الطفل وتعليمه قبل الخروج أننا سنمشي في الشارع وأنه لابد أن يظل ممسكاً ‏بأيدينا حتى لا يصاب بأذى من السيارات التي تسير مسرعة.‏

ثم لابد أن تظلا ممسكين به ولا تتركانه يفلت منكما.‏

‏ يجب تكرار  هذا الأمر عليه في كل مرة تسيرون في الشارع.‏

إذا اعترض أو حاول التفلت لابد من تشديد القبضة عليه والإمساك به جيداً حتى لا يتفلت مع مراعاة ‏أن لا يتسبب ذلك في إصابة جسدية له بسبب الضغط الشديد. وفي نفس الوقت بدون ضرب وبدون ‏شتم، تشرحان له بنفس الصوت الصارم الحازم: أنا قلت ما ينفعش تعدي الشارع وحدك/  السيارات ‏خطيرة تسير بسرعة و ممكن تخبطنا و تعورنا جامد / أنا قلت لازم تمسك يد بابا أو ماما واحنا ماشيين ‏في الشارع/ لازم نمشي على الرصيف فقط ومش في طريق السيارات. ‏

وفي الغالب هو سوف يستجيب بسرعة للأمر في هذا السن ولن يكرره كثيراُ.‏

أيضاً هنا لا تنسيا تشجيعه ومدحه عندما يستجيب لكما في كل مرة، فيجب أن تتغير نبرة صوتكما فوراً ‏وكذلك تعبيرات وجهيكما لتعبر عن رضاكما عن تصرفه وسعادتكما به. وهو في الحقيقة يستحق ذلك.‏

لماذا يكرر الطفل نفس الخطأ ؟

ولكي نفهم لماذا يكرر الطفل نفس الخطأ لابد أن نعرف أنه مبدئياً لا يعرف الصواب من الخطأ في هذا ‏السن كما أنه غير منتبه تماماً لما يطلب منه وينسى كثيراً. ‏

ثم هو يحاول أن يتأكد من مدى حسم الأم تجاه أمر ما فإذا صممت على عدم السماح بهذا الأمر أو على ‏وجوب فعل ذلك الأمر، فالطفل سيفهم وسيستجيب وستصبح هذه عادة له. ولذلك فتكرار التوجيهات له ‏بهدوء وبدون انفعال مهم جداً.‏

الحسم امر مختلف تماما عن الضرب والصراخ والعقوبة، فأنت تجد بعض الأمهات تصرخ كثيرا على ‏ابنها أو تضربه وهو ليس مطيعاُ ولا سلساً معها لأنها ليست حاسمة معه، وقد تجد بعض الأمهات لا ‏تصرخ ولا تضرب ولكن ابنها مطيع ومؤدب لأنها حاسمة معه. ‏

هذا مع مراعاة أنه لابد أن تكون قائمة الممنوعات والواجبات عند الطفل أقل ما يمكن حتى لا ‏يشعر بالحبس والتضييق فلا يستجيب لأي شيء لأن كل شئ ممنوع.‏

وهنا يأتي دور السلوك المقبول وهو السلوك الذي يمكن تكرار الأمر به وجعل الطفل يفعله بهدوء ‏وابتسام وإلهاء ولعب وإغراء بل من الممكن أحيانا التغافل عنه .‏

السلوك المقبول

‏- هو  كل ما عدا السلوك الممنوع و هو كل السلوكيات التي يمكن تقبل تكرار حدوثها مع تكرار تعليم ‏الطفل كيفية التصرف فيها حتى يعتاد الطفل  التصرف السليم. ‏

‏- الهدوء والحكمة وتقدير الموقف في التعامل مع السلوكيات المقبولة مهم جداً لصحة الطفل النفسية ‏ولمساعدته على الاستجابة السريعة تجاه السلوكيات الممنوعة.‏

‏- لابد أن يتدرب الطفل على أن يطيع أمه وأباه ولكن لابد أن يساعده الوالدان أيضاً على هذا الأمر ‏وخصوصا أن التعود على الصواب يأخذ وقتاً طويلاً من الكلام والتدريب.‏

أمثلة السلوك المقبول

أن يضع شيء في غير مكانه ‏

أو ينثر اللعب بعد ترتيبها

‏ أو يرفض النوم عندما يأتي وقته ‏

أو يبلل نفسه أو المكان بالماء

‏ أو يسكب شيئا على الأرض

‏ أو يقفز على كراسي الصالون

‏ أو يمزق الكتب التي في متناول يده

‏ أو يخرب الترتيب الذي رتبتيه وتعبت فيه في أي جزء من المنزل ‏

أو أن يبعثر الملابس التي قضيت وقتاً في طيها أو كيها . ‏

والقائمة تطول لكن هذه فقط أمثلة للتوضيح

‏ مع السلوك المقبول كيف نساعد الطفل على أن يكون مطيعاً ومرتاحاً في نفس الوقت :‏

1- عدم تكليفه بالعديد من الأوامر في نفس الوقت

2- التغافل عن أخطاءه و التظاهر أحياناً أنك لم ترينه

3- عدم تكليفه بما يشق عليه نفسياً أو جسمانياً، فلابد من تقدير نفسيته ورغباته وقدراته حتى لا يكون ‏الأمر تعسفياً لا يمكنه  فعله  فيضطر لمخالفته

‏4- اذا شعرت منه أنه ليس قابلاً ولا مستعداً للطاعة فلا تطلبي منه شيء واتركي الأمر لوقت آخر. ‏ذلك أنك إذا أمرته بشيء فلا بد أن يطيعك لأن عكس ذلك يوصل له رسالة مفادها أنه ليس عليه أن ‏يطيعك، وهذا يجعل عملية التربية صعبة عليك وعليه الآن وفي المستقبل.‏

لذلك لابد أن تكوني حكيمة في أوامرك وطلباتك، في نوعيتها وفي وقتها..‏

‏5- يمكنك أحياناً  بدلاً من أن تأمريه مباشرة  بعمل ما أن تخيِّريه بين أمرين أنت تريدينه أن يفعل أي ‏واحد منهما ولكن لا تخيريه بين أمرين أنت ترفضين أحدهما

‏6- هو مازال صغيرا جدا وفي وقت التعلم والتدرب فيمكنك أن تتبعي سياسة الإلهاء معه في كثير من ‏الأحيان مثلما كنت تفعلين في عامه السابق.‏

‏7- لا تكسري طفلك أبداً وتذكري أن الهدف من كل ما تفعلين هو تربية وتنشئة شخص سوي وليس اثبات ‏سلطاتك عليه

‏8- وأنت تتعاملين معه و تأمريه وتنهيه تذكري أنك تتعاملين مع بشر وليس مع جماد ينصاع بضغطة  ‏زر، فهو له نفسيته وله شخصيته وله تفكيره ويحتاج إلى أن يُكَوِّن خبراته وقد يكون من المفيد له أحياناً أن ‏يتعلم عواقب الأمور بنفسه ‏

‏9- الطفل كأي انسان يحب أن يشعر بالنجاح والانتصار ومن المفيد أن تجعليه يشعر بهذا أثناء لعبك ‏وتعاملك معه. كأن تتركيه يسبقك إذا أخذ شيئاً وهرب منك بينما أنت تركضين خلفه، وأن تتظاهري ‏أنك لم ترينه وهو يختبئ منك أو عندما يبعثر أغراضاً مرتبة … وهكذا

و هذه النصائح و إن كان المخاطب بها هي الأم إلا أن الأب أيضاً معني بهذا الأمر إذ أنه مشارك في عملية التربية ولا شك

جدول أعمالك اليومي خلال الفترة من سنتين لثلاث سنوات ‏

‏ استمري في فعل نفس الأشياء التي واظبت عليها من سن تسعة أشهر إلى السنتين ولكن سيكون هناك ‏روتين أكثر وضوحاً:‏

وقت الاستيقاظ من النوم

‏عندما يصحو من نومه ستستقبلينه بابتسامة وقبلة وكلمات جميلة كما عودتيه خلال العامين السابقين ‏وتزيدين عليها  أحد اذكار الصباح تقولينها و يرددها خلفك

‏ تغسلين وجهه وتمشطين شعره وتلبسينه ملابس نظيفة ومرتبة مع جعله يرى هذا في المرآه مع ‏ثنائك على نظافته وجمال ملابسه وترتيبها وشعره الممشط غير المنعكش. لا تنسي اذكار ارتداء ‏الملابس تردديها له ويكررها خلفك

لا تجعلي تسريح الشعر خبرة سيئة وخاصة مع البنات والشعر الطويل. كوني رفيقة بها وغير متعجلة ‏واستعملي فرشاة جيدة حتى لا تؤلميها بدون داعي ويمكنك تسريح شعرها أمام المرآة حتى ترى الفرق ‏قبل وبعد التمشيط . ولا تتوقفي عن الكلام معها وتشجيعها على حسن مظهرها وجمالها وإخبارها أنك ‏أيضاً تسرحين شعرك حتى  تكوني مرتبة وجميلة. بعد ذلك شجعيها بالحضن والقبلات والتصفيق على ‏أنها استجابت لك  ثم أعلني في البيت لكل الموجودين أن  الأمورة  قد سرحت شعرها وأصبحت مرتبة ‏وجميلة . وعليهم أن يمدحوها و يشجعوها بمختلف الطرق.‏

‏ وقت شرب الحليب والإفطار:‏

الآن الطفل يشرب الحليب من الكوب ولابد أن تكوني معه وتساعديه حتى يتعود على الشرب بدون أن ‏يصبه على ملابسه.‏

وقت الطعام ألبسيه ما يحمي ملابسه أثناء الأكل وأخبريه أننا نلبسها حتى لا تتسخ ملابسنا النظيفة.‏

علميه التسمية قبل الأكل والشرب والحمد بعدهما في كل مرة يأكل أو يشرب وكرري ذلك عليه ‏.

ولا تتوقعي منه أن يفعل ذلك وحده ‏

بل يتطلب الأمر فترة طويلة من قيامك أنت بهذا الأمر وطلبك منه أن يكرر بعدك

‏ ثم بعد فترة تسأليه قبل الأكل: ماذا نقول قبل أن نأكل ؟ وبعد الأكل تسأليه أيضاً

‏ ثم أطعميه بنفسك وعلميه آداب الطعام مثل: (نأكل لقمة صغيرة/  نمضغ الطعام دون أن نفتح فمنا /لا ‏نتكلم والأكل في فمنا) وعندما يتسخ وجههه بالطعام امسحيه بفوطة مخصصة لهذا الغرض.‏

مع الوقت سيبدأ طفلك خلال تلك السنة يأكل بنفسه وأنت معه تشرفين على التزامه بآداب الطعام ‏وتعلميه كيفية استعمال الملعقة والشوكة. ‏

طبعا خلال هذه الفترة قد يبعثر الطعام على الطاولة أو على الأرض . ‏

اصبري واحتسبي فهو في النهاية سوف يتعلم كيف يأكل وحده بدون أن يبعثر الطعام ويوسخ الأرض. ‏لكن هذا الأمر سيستغرق شهوراً طويلة ز

أنا أرى أن لا تتخلي عن إطعام أطفالك بنفسك أحياناُ حتى سن عشر سنوات كنوع من قضاء الوقت ‏الممتع معهم وتوثيق المحبة والترابط بينكم. ومن الممتع جداً أن تجمعي أولادك الصغار على اختلاف ‏أعمارهم وتطعميهم بيدك واحداً تلو الآخر.‏

عندما ينتهي من الأكل لابد أن تغسلي له يديه وفمه وتجففيهما وتخبريه أن هذا كي يكون نظيفا.‏

‏ ثم تعودي معه إلى مكان الطعام كي تتعاونا سويا في تنظيف الطاولة والأرض من آثار الأكل حتى ‏يتعود على النظافة .‏

‏ وتخبريه أثناء ذلك أن المسلم نظيف ولابد أن يكون جسمه وملابسه وبيته نظيفا ولذك نحن ننظف ‏مكان الأكل. ‏

ستكررين ذلك كل يوم على مدار ذلك العام حتى يعتاد عليه.

فالنظام والنظافة والترتيب عادات تكتسب منذ الصغر لتكون سهلة وطبيعية عند الكبر

‏ الآن هناك بعض الأنشطة الصباحية التي تقومين بها معه  بعد تناوله وجبة الفطور :‏

‏1- شاهدي معه نفس المقاطع التي كان يشاهدها في عامه السابق لطفل أو طفلة تقرأ القرآن كما تعود ‏خلال السنة الماضية مع الثناء على الطفل الذي يقرأ القرآن حتى يحب ابنك القرآن وتلاوته، ‏وسيساعده ذلك أيضاً في تنمية عقله. وفي الغالب سيكون قد  حفظ تلك الآيات و هذا سيثبت حفظه.‏ و كذلك شاهدي معه نفس مقاطع الفيديو التي كان يشاهدها في عامه السابق لأشياء لا يشاهدها حوله كل يوم كي يتعرف على العالم من حوله مثل أسماء حيوانات المزرعة وأصواتها وبعض الحيوانات الأخرى كالأسود والخيل والحيتان وكذلك أنواع الفواكه و الطائرات والقطارات، ولكن بشرط أن تكون لأشياء حقيقية وليست رسومات مهما كانت إسلامية لأن الرسومات تعطيه فكرة غير حقيقية عن العالم وهذه الفكرة تكون فكرة من رسمها أو من أنتجها وقد يكون فيها رسائل غير مرئية لعيون الكبار ووعيهم لكن تلتقطها عيون الصغار وتبقى في اللاوعي عندهم . وبشرط أن تكون باللغة العربية الفصحى حتى يرتبط بها ويفهمها ويتعود على النطق بها وكذلك أن تكون خالية من الموسيقى حتى يبقى قلبه على فطرته النقية بدون أن تلوثه مزامير الشيطان.

ولكن لا تكثري منها ولتقتصري على ثلاثة أو أربعة تكرريهم له على فترات بشرط  أن تكوني معه وأن تشرحي له ما يحدث فيه مثل الأسد يزأر /الحصان يجري/ الحوت يسبح في البحر … وهكذا .. بل تشرحين له ما يراه في كل أجزاء المقطع الذي يشاهده… هو سيفهمه و سيصبح واعياً أكثر و سيتعرف عليه عندما يراه في الحقيقة.

إذا شاهد صوراً  أو فيديوهات للخنزير فيجب أن تخبريه دوماً ومهما كان سنه صغيراً ، ولو قبل اتمامه ‏عامه الأول أن هذا (وِحِش: بمعنى سيء) نجس. وتقولي له:( يع خنزير يع)، مع تعبيرات وجهك التي ‏تدل على الاستياء والقرف. وبذلك تغرسين في نفسه كراهية الخنزير من صغره وتعلميه لماذا أيضاً.‏ فقد قال الله تعالى : (قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) سورة الأنعام آية 145. و المعنى : إن هذه الأشياء الثلاثة، رجس، أي: خبث نجس مضر، حرمه الله لطفا بكم، ونزاهة لكم عن مقاربة الخبائث. نقلاً عن تفسير السعدي.

‏2- شاهدي أو اسمعي معه نفس الأناشيد الخالية من الموسيقى التي كان يسمعها العام الماضي ولكن بدون أن تكون مصاحبة برسوم الكارتون و على أن تكون مواضيعها مفيدة له ‏وباللغة الفصحى سواء كانت أناشيد للكبار أو للصغار،  مثل أناشيد عن حروف الهجاء أو عن صفات المسلم أو الأم فهذا ينمي مهاراته ويحسن ‏نطقه للحروف، وفي الغالب أيضاً سيكون قد حفظها.‏   و لا تشاهديها معه على شاشة الهاتف بل على شاشة تلفاز متصل بالإنترنت أو على شاشة كمبيوتر و تتحكمين أنت فيهما  .

‏ قد يتفاعل  طفلك مع الأناشيد بحركات لطيفة . يمكنك أن تشاركيها معه . فهذه خبرة ومهارة جديدة  ‏ومفيدة له .‏

‏3- اعرضي عليه نفس بطاقات الصور والأسماء المكتوبة  التي تدرب عليها في عامه السابق. الآن هو ‏يعرفها. ستقومين بسؤاله عنها : ما هذا ؟ ما هذه؟ ‏

‏4- علميه أن يعد من واحد لعشرة وعلميه كذلك أشكال هذه الأرقام إن لم تكوني قد بدأتِ ذلك بالفعل في عامه ‏السابق حتى يحفظها. يمكنك أيضاً أن تطبعي له أوراقاً تحتوي على  عدد من الدوائر الملونة  من واحد ‏إلى عشرة .  ورقة تحتوي على دائرة واحدة و ورقة تحتوي على دائرتين ثم ثلاث ثم أربع وهكذا إلى العشرة.

‏5- العبي معه بالحروف والأرقام والمكعبات وكل ما يحب أن يلعب به معك. ابتكري طرقاً جديدة ‏للعب بها تساعده على التعلم و توسع مداركه وتجعل اللعب أكثر مرحاً.‏

6- بعد مشاركتك له الأنشطة الصباحية  يمكنك الآن أن تتركيه  لبعض الوقت يشاهد مقاطع للطواف والتكبيرات  و التلبية على شاشة تلفاز متصل بالإنترنت كما شرحنا.

 

وهناك توازن لابد أن يراعى في مسألة مشاهدة الأطفال لبعض المقاطع وهو أننا نريد أن يستفيد الطفل و يتعلم منها و لكن لا يتعلق بها و لا يحبب فيها .

 

7 ‏- الآن حان وقت لعبه وحده بألعابه وتجوله حولك في البيت الذي جعلتيه آمناً له كي يتحرك فيه بحرية

8 ‏- وقت الغداء ستكررين ما فعلته معه في الإفطار وكذلك في العشاء

تحذير للآباء من أفلام الكرتون و البرامج و القنوات الموجهة للأطفال

مرة أخرى نحذر كل الآباء و الأمهات من أفلام الكرتون الموجهة للأطفال سواء منها الإنجليزية أو العربية او الكورية أو اليابانية و غيرها..  أياً ما كان مصدرها، و حتى ما يقال عنها أنها خاصة برمضان أو أنها بدون إيقاع أو يقال عنها إنها إسلامية أو أنها تعلم الأخلاق أو الدين.

 للأسف فإن ما يحدث هو استدارج الآباء كي يأمنوا أفلام الكرتون على أبنائهم و يتم في ذات الوقت استدراج الأطفال كي يرتبطوا بالشخصيات الكرتونية ويحبونها و يتعلقوا بها ثم يبدأ بعد ذلك بوقت طال أم قصر بث المعاني و الأخلاق و الموازيين و القيم الفاسدة و الشيطانية في نفوس و عقول الأطفال من خلال تلك الشخصيات الكرتونية التي ارتبطوا بها و كونت جزءاً كبيراً من اللاوعي عندهم.

 و لا يهم أن تكون قد بدأت تلك الشخصيات بدايات تبدو طيبة و جيدة لأنها في الأصل قد صنعت من أجل مهمة مدروسة و هي إفساد من يشاهدها و يتابعها من الأطفال الذين يتركهم آباؤهم بالساعات أمام ما يسمى ببرامج الأطفال و قنوات الأطفال و هي كلها تؤدي نفس مهمة أفلام الكرتون.

فالله الله في أولادكم …  لا تنشغلوا عنهم فهم أولى مهماتكم و سوف يسألكم الله عنهم أحفظتوهم أم ضيعتوهم  وسيسألكم عن دينهم و إيمانهم  كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم بقوله: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ)

و قوله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استَرعاهُ، حفِظَ أم ضيَّعَ، حتَّى يسألَ الرَّجلَ عن أهلِ بيتِهِ)

 

ماذا تفعلين معه خلال اليوم

‏1- حاولي  إبقاء تشغيل القران في مكان تواجد الطفل قدر الإمكان فهذا يربط قلبه بالقرآن و يصحح ‏نطق الحروف و مخارجها لديه ويسهل عليه حفظه

‏2- ابدئي تحفيظه  الفاتحة و قل هو الله احد والمعوذتين ان لم تكوني قد بدأت بالفعل خلال السنة ‏الماضية ‏

‏3- لابد أن يكون هناك وقت للقراءة مع الطفل خلال اليوم. اقرئي معه إحدى القصص القصيرة ‏الملائمة لسنه وأ شيري بإصبعك إلى الكلمات التي تنطقينها

‏4- لابد أن يكون هناك وقت تلعبين فيه مع الطفل أنت أو من يحل محلك ألعاب تحتوي علي حركة مثل ‏الركض والاختباء والسباق وأمثالها.‏

‏5- عرفيه مخاطر الأشياء بأن تقولي له مثلاً: السكينة خطيرة تجرح وتشيري على السكين، أو النار ‏خطيرة تحرق. وعندما تشربين مشروباً ساخناً مثلاً ويحاول الطفل بالطبع لمس الكوب تقولين له مثلاً: ‏هذا ساخن (أوف) أو أي كلمة تعبر عن كلمة ساخن بلهجتك.‏

‏6- حافظي على شعره ممشطاً. يعنى أنك تمشطيه كلما انتكش وخاصة في حالة البنات وتخبريهم بقول ‏الرسول صلى الله عليه وسلم : (من كان له شعر فليكرمه).‏

‏7- كذلك إذا اتسخت ملابسه خلال اليوم فيجب أن تغيريها له بأخرى نظيفة وتعلميه أن المسلم نظيف ‏ولابد أن تكون ثيابنا نظيفة

‏8- لابد أن يخرج الطفل للتنزه و اللعب خارج البيت وإلى أماكن مختلفة سواء معك أو مع أبيه أومع ‏الأسرة.‏

‏9- علميه حسن استقبال أبيه بأن تكوني أنت له القدوة فيقلدك. عندما يدخل الأب البيت أسرعي ‏إليه مع الطفل وأنت مبتسمة وقولي له (جاء بابا/ بابا جه) واجعليه يقبل أباه ويحتضنه. ولابد طبعاً أن ‏الأب سيبتسم في وجهك ووجه طفله و سيحمله ويقبله ويحتضنه . إفعلي أنت أيضاً نفس الشيء  مع ‏الأب حتى يعتاد الطفل على الحنان والحب وتكونين قدوة له في العلاقات الاجتماعية.‏

عودي أطفالك على أن يقبلوا يدك ويد أبيهم من هذا السن فهذا سيسهل عليهم البر بكما وخفض ‏الجناح لكما في مراحل حياتهم اللاحقة

‏ وقت النوم:‏

ستحافظين على أن يكون وقت النوم سعيداً جميلاً كما اتفقنا .‏

في هذه المرحلة سيتعلم الطفل أيضاً أن هناك ملابس خاصة للنوم. ‏

ستغيرين له ملابسه التي كان يلبسها طول اليوم لينام في ملابس النوم النظيفة المريحة. وهذا نوع من ‏النظام والترتيب يتعود عليه أيضاً

الآن سنقول بعض أذكار النوم مثل آية الكرسي ودعاء أو اثنين وهو يكرر خلفك  ‏

ثم تحكين له قصة قبل النوم ثم تغنين له نشيداً أو أغنية يحبها. ومن الأفضل أن تنوعي في أغنية قبل ‏النوم بين اللغة  العامية  والفصحى .‏

قصة قبل النوم مهمة جدا ومفيدة للطفل لأنها تجعله يعمل خياله ويتفاعل مع أحداث القصة وفي نفس ‏الوقت يقضي وقتاً هادئاً معك خالياً من المسؤوليات.‏

قصة قبل النوم لابد أن تحتوي على معانٍ يستفيد منها الطفل مثل :‏

أنها تبني في نفسه العقيدة السليمة من عبادة الله وحده ودعائه ومراقبته وطلب العون منه  وأن الله ‏يجيب الدعاء

أوأنها تحببه في الأخلاق العالية وعاقبتها الحسنة وتنفر من الأخلاق السيئة وعاقبتها

لابد أن تنتهي القصة نهاية سعيدة حتى ينام الطفل سعيدا مرتاحاً وحتى يتقوى المعني الفطري الذي في نفسه ‏أن الخير لابد أن ينتصر، فيثبت في ذهنه أننا لابد أن نكون مع الحق ونعمل لإحقاق الحق. وهذا يتوافق ‏فطرته فالطفل مفطور على حب الخير والعدل .

إلى اللقاء في الجزء التالي إن شاء الله ودمتم بخير.

 

المقال السابق

النصائح الذهبية في التربية لأهم مرحلة عمرية 1من الولادة حتى سن السنتين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى